الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
ذهب أكثر النحويين (1) إلى أن ما تختص بالنيابة عن اسم الزمان المضاف بعد نزعه ولا يشاركها في ذلك أن ولا غيرها من الأحرف المصدرية، يقول أبو حيان: "أما جعل أن وما بعدها ظرفا فلا يجوز نص النحويون على ذلك، وأنه مما انفردت به ما المصدرية، ومنعوا أن تقول: أجيئك أن يصيح الديك، تريد: وقت صياح الديك" (2). وفي معرض رده على الزمخشري يغرب أبو حيان فيشرك ما مع أن في المنع يقول: "نصوا على أنه لا يقوم مقام الظرف إلا المصدر المصرح كقولك: أجيئك صياح الديك، ولا يجيزون: أجيئك أن يصيح الديك، ولا ما يصيح الديك" (3).وذهب الزمخشري إلى أن أن المصدرية تشارك ما في نيابتها عن اسم الزمان المحذوف، وجوز مجيئها كذلك في عدد من الآيات، من ذلك قوله تعالى: {ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك} (4) والتقدير: وقت أن آتاه الله الملك (5)، وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم} (6) أي: وقت أن يؤذن لكم (7) وقوله تعالى: {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله} (8) أي: إلا وقت أن يشاء الله (9) ويشهد لهذا التوجيه في هذه الآية قراءة ابن مسعود (10): {إلا ما يشاء الله}.- - - - - - - - - -(1) ينظر: شرح الكافية: 4 /471- 472، وارتشاف الضرب: 1 /520، والبحر المحيط: 8 /499، ومغني اللبيب: 401، والمساعد: 1 /172، وهمع الهوامع: 2 /126.(2) البحر المحيط: 4 /24.(3) المرجع السابق: 10 /370.(4) البقرة: 258.(5) ينظر: الكشاف: 1 /147، والبحر المحيط: 2 /626، ودراسات لأسلوب القرآن الكريم: ق 1 /ج 1 /344.(6) الأحزاب: 53.(7) ينظر: الكشاف: 5 /51، والبحر المحيط: 8 /499.(8) الإنسان 30.(9) ينظر: الكشاف: 6 /195، والتبيان: 2 /261، والبحر المحيط: 10 /370.(10) ينظر: مختصر في شواذ القرآن: 167، والكشاف: 6 /195.
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 462- مجلد رقم: 1
|